خطاب

كلمة السيدة نبيلة ارميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء خلال المناظرة الجهوية للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار

جهة الدار البيضاء - سطات
الثلاثاء 10 ماي 2022

السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار

السيد والي جهة الدار البيضاء – سطات

السيد رئيس جهة الدار البيضاء – سطات

السيد رئيس جامعة الحسن الثاني بالنيابة

أيها الحضور الكريم كل باسمه وصفته

حضرات السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أحضر معكم اليوم افتتاح هذه المناظرة الجهوية حول المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والذي يعتبر مشروعا واسع النطاق يهدف إلى تطوير وبلورة خطة وطنية لتسريع تحول منظومة التعليم العالي بحلول سنة 2030.

وإذا كان هذا المخطط ذو البعد الاستراتيجي والعملي، يرتكز على جيل جديد من الإصلاحات، تستمد جوهرها من توصيات النموذج التنموي الجديد، فإنه بالتأكيد يروم الرفع من جودة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لجعلها رافعة أساسية لتعزيز ديناميات التنمية وآلية لإشعاع المملكة المغربية في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي.

وأثمن عاليا المقاربة التشاركية التي تم اعتمادها في هذا الصدد وأذكر هنا على الخصوص المناظرات الجهوية التي تشكل فرصة لتقاسم وجهات النظر واغناء النقاش مع كافة الفاعلين بالجهة، قصد البناء المشترك لمنظومة متجددة للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تستجيب لطموحات وتطلعات بلادنا نحو مزيد من الرقي والازدهار والتقدم، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.

حضرات السيدات والسادة،

لطالما شــكل التعليــم العالي الــذي يوجــد في قمــة هــرم منظومــة التربية والتكويــن والبحــث العلمــي أحــد أعمــدة تنميــة البـلاد، لأنـه يحمـل في طياته مـشروعا لتكويـن الشـباب وإنتـاج المعرفة الأكاديمية، كــما أنــه يعد أداة لرفع التحديات والرهانــات المجتمعية في ســياق عولمــة التربية والتكويــن والبحــث.

المغرب بلــد ســائر نحــو النمــو، مما يقتــضي التقــدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وبالتالي التوفـر عـلى تعليـم عـال، ينتـج كفـاءات ويمكن مـن مؤهلات ملائمـة، ويكـون شـبابا يتوفر على كفاءات عالية تمكنهم من تحمــل المسؤولية داخــل مقاولات مختلــف القطاعــات الاقتصادية، وأيضــا داخــل الإدارات والمؤسســات العموميــة وكذا القطاع الخاص.

إن أهمية ترسيخ التنمية على مستوى المجالات الترابية، تماشيا مع خيار الجهوية المتقدمة الذي انخرطت فيها بلادنا، لتشكل دعما أساسيا لتكريس الدور المحوري للجامعة كشريك أساسي في مواكبة برامج التنمية على مستوى الجهة والاسهام في تنزيلها على أرض الواقع.

حضرات السيدات والسادة،

تعد جهة الدار البيضاء - سطات، قاطرة للاقتصاد الوطني والقطب الصناعي للبلاد حيث تتركز فيها معظم الوحدات الإنتاجية ونسبة هائلة من اليد العاملة في الصناعة، كما تشكل نقطة تكتل للمشاريع الكبرى ومركز رئيسي للتجارة والخدمات والأشغال.

إن تعبئة هذه الإمكانات وتسخيرها بشكل أمثل لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للجهة يستدعي مقاربة تشاركية متجددة تشكل فيها الجامعة صلة الوصل بين الفاعلين المؤسساتيين والشركاء الاقتصاديين وهيئات المجتمع المدني، وفق أهداف مشتركة وطموحة. 

وفي هذا السياق، أدعو إلى انفتاح الجامعة على محيطها الجهوي وتسخير الإمكانيات لتلبية متطلبات الجهة دعما للتنمية الجهوية وبالتالي تثمين الجهات كفضاء لترسيخ خيارات التنمية وتقديم حلول مبتكرة لإشكاليات ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

كما أطلب من الجامعة الاهتمام بتدبير الشأن المحلي من خلال تخصيص شعبة لهذا الغرض وأيضا تحفيز الطلبة على تقديم بحوث واطروحات تهتم بكل الجوانب المتعلقة بتدبير الجماعات الترابية.

ومن هذا المنبر، تلتزم جماعة الدار البيضاء بمواكبة هذا الورش الجامعي المهم والاشتغال يدا في يد مع الجامعات في الدارالبيضاء من أجل رفع التحديات والنهوض بجميع القضايا التي تهم تدبير الشأن المحلي للعاصمة الاقتصادية.

وفي الختام، أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن مدى امتناني وشكري لكافة الجهات المعنية التي أغنت مساهماتها هذا الورش الإصلاحي البالغ الأهمية بالنسبة لمستقبل منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ببلادنا.

وأنا على يقين أن مخرجات هذه المناظرة الجهوية ستساهم بشكل إيجابي في بلورة هذا المخطط الذي يؤسس للرؤية الاستراتيجية لمغرب الغد.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته