قال عبد العزيز عماري، رئيس مجلس جماعة الدار البيضاء، في تصريح لبوابة casablancacity.ma، عقب اختتام الجلسة الثانية لدورة شهر أكتوبر العادية للمجلس، يوم الثلاثاء 20 أكتوبر الجاري، إن "هذه الدورة تميزت بمناقشات مهمة ومفيدة حول ميزانية جماعة الدار البيضاء برسم سنة 2021"، مشيدا بما وصفه بروح المسؤولية التي تحلى بها أعضاء المجلس وجميع الفرقاء به.

وأشار عماري إلى أن ميزانية الجماعة لسنة 2021 تم إعدادها في سياق جائحة كورونا وآثرها الاقتصادي والمالي بشكل عام على المستوى الدولي والوطني، ولكن كذلك على مستوى موارد الجماعات الترابية.

وأبرز أن هذه الميزانية تم إعدادها في إطار سيناريو ليس متشائما ولكن ليس متفائلا كذلك، بل هو في الحقيقة سيناريو واقعي، وأنه بناء على هذا السيناريو والفرضيات المنبثقة عنه بني مشروع الميزانية على أن جميع الرسوم التي لها علاقة بالقطاع السياحي أو غيره تم تخفيضها، حيث هناك رسوم تم تخفيض قيمتها ب 33 بالمائة، وهناك رسوم أخرى، مثل الرسم المهني وغيره والتي تأثرت بالجائحة تم تخفيضها بحوالي 5 بالمائة. في مقابل ذلك هناك رسوم من الطبيعي أن تبقى عادية بدون تغيير، مثل رسوم الخدمات الجماعية.

وأوضح أن ميزانية 2021 أعدت وفق سيناريو مفاده أن مداخيل الجماعة برسم هذه السنة، ستعرف نقصا إجماليا يصل إلى 5,5 بالمائة مقارنة بسنة 2020، مشيرا إلى أن هذا السيناريو جاء بعد عقد لقاء دراسي حضره خبراء في المجال والمتدخلين المؤسساتيين لوزارة المالية ومختلف المتدخلين الآخرين.

وشدد رئيس جماعة الدار البيضاء على أن أهم شيء في هذه الميزانية هو الوفاء بالالتزامات التعاقدية للجماعة، فجميع النفقات الإجبارية تم إدراجها في الميزانية، كما جميع التعاقدات والخدمات الأساسية، مثل خدمة النظافة التي تكلف الجماعة مليار درهم، وكذلك باقي الخدمات المرتبطة باتفاقيات تدبير القطاعات الأساسية.

وأكد على أن هذه النفقات كلها تم الحفاظ عليها، سواء النفقات الإجبارية أو النفقات الضرورية، وكذلك الالتزامات التعاقدية في مجال التسيير التي لدى الجماعة مع شركات التنمية المحلية.

وأشار عماري إلى أن من بين النقاط التي كانت مدرجة في جدول أعمال الجلسة برمجة الجزء الثاني الميزانية برسم سنة 2020، وما يهم البرنامج الذي لدى الجماعة مع صندوق النقد الدولي.

وقال إن النقاشات توجهت إلى أن جميع مداخيل الجماعة التي تحصلت من تفويت بعض عقارات الجماعة تم رصدها لاقتناء عقارات، مؤكدا أن "كل درهم حصلناه من تفويت عقار جماعي أنفقناه من أجل تعزيز الوعاء العقاري، ولم يذهب لنفقات أخرى، بل أكثر من ذلك أضفنا له 1,8 مليون درهم إضافية من أجل تعزيز الوعاء العقاري لجماعة الدار البيضاء".

وتابع أنه تم الوفاء وبرمجة كل الالتزامات المتعلقة بالخط الخامس والسادس للحافلات ذات الجودة العالية، وبذلك تكون الجماعة قد استنفدت جميع التزاماتها بشأن هذه الاتفاقية بنسبة 100 بالمائة. 

وتضمن جدول أعمال الجلسة كذلك، وفق تصريح رئيس مجلس جماعة الدار البيضاء، مراجعة القرار الجبائي، والتصويت على مخصصات المقاطعات لكي تقوم بأدوارها على مستوى التنشيط والتدبير المحلي، حيث خصصت لها 10 بالمائة من ميزانية 2019 كما ينص على ذلك القانون التنظيمي للجماعات الترابية.

وقال عماري إن من النقاط الأساسية التي كانت في جدول الأعمال والتي حظيت بنقاش مهم جدا ما يتعلق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، شارحا أن "هذه المدرسة لها رصيد وتاريخ، ومعلمة أساسية على المستوى الفني، وخرجت أجيالا من الفنانين، لكن كان ينقصها معادلة شهادتها مع الديبلومات الوطنية، لذلك نحن الآن في مرحلة منح هذه المدرسة إطارا لكي تكون لديها معادلة الشواهد الوطنية لوزارة الثقافة، فبتعاون مع وزارة الثقافة وصلنا إلى هذا الإطار الاتفاقي الذي سيعزز دور هذه المؤسسة".

وتابع أنه إضافة إلى ذلك عرفت الجلسة "نقاشا مسؤولا" حول سوق الجملة بالدار البيضاء، الذي هو مرفق اقتصادي أساسي وحيوي، وانصب النقاش حول الآفاق الاستراتيجية لهذا السوق، مشيرا إلى أن هناك دراسات من أجل أن يكون موقعه خارج المدار الحضري لجماعة الدار البيضاء، وأن يأخذ بالاعتبار الأبعاد الجهوية لهذا المركب الاقتصادي الحيوي، ولكن في انتظار ذلك قام مجلس الجماعة بتمديد لمدة ثلاث سنوات لكي تستمر شركة "الدار البيضاء للخدمات" في تدبير هذا السوق مع تحمل نفقات التسيير، وفي المقابل تم القيام بتعديل مفاده أن تعويضها سيتم في جزء منه بنسبة من المداخيل، للتحفيز على الرفع من هذه المداخيل، والتي تجاوزت 160 مليون درهم برسم السنة الماضية، لكن هناك إرادة لأن تتعزز أكثر في المستقبل.

وختم رئيس جماعة الدار البيضاء بالقول إنه "بعد نقاش مفيد تم التصويت بالإجماع على مشروع الميزانية، وهي مناسبة لأشكر كل الفرقاء السياسيين بالمجلس الذين تحلوا بروح المسؤولية والنقاش الجاد، سواء في اللجان أو في الجلسة العامة، والذي أفضى إلى التصويت بالإجماع على كل النقاط، وهذا أمر مهم جدا لأننا نجتهد في تكريس حوار ديمقراطي ومؤسسي على مستوى النخب التي تشكل مجلس جماعة الدار البيضاء، لأن هذا عمل للمجلس بشكل جماعي"، معتبرا أن "أهم شيء هو هذا التوافق الحاصل بين جميع الفرقاء والتصويت بالإجماع على جميع النقاط".

وأغتنم الفرصة في هذه الظروف لـ "الترحم على من فقدناهم من ضحايا هذه الجائحة بمدينتنا وكذلك بوطننا العزيز"، سائلا الله تعالى "أن يرفع عنا هذا الوباء وهذا البأس، وأن يحفظ أمتنا وشعبنا وملكنا وبلدنا، وأن يرفع هذا البأس عن البشرية جمعاء