الحي الحسني.. إجراءات استباقية مندمجة لمواجهة كورونا

11 مايو 2020

تماشيا مع الإجراءات المتخذة على الصعيد الوطني واستجابة لمختلف الدوريات الوزارية المتعلقة بالتدابير الاحترازية والوقائية، انخرطت مقاطعة الحي الحسني مبكرا في الحرب المعلنة ضد وباء كورونا المستجد. حيث أقدمت بشكل سريع على وضع مخطط استراتيجي استعجالي حددت من خلاله الخطوات العملية والتدخلات الميدانية اللازمة بتنسيق مع السلطات المحلية ومندوبية وزارة الصحة وباقي المتدخلين وفعاليات المجتمع المدني.

وهكذا، فمنذ منتصف شهر مارس 2020 شرعت المقاطعة في حملات تحسيسية لفائدة الموظفين والمرتفقين قصد احترام الإجراءات الاحترازية والوقائية. كما قامت بتدابير إدارية وتنظيمية استعجالية من أجل تفادي التجمعات البشرية، وذلك بإلغاء جميع الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والفنية، وبإغلاق بعض المرافق التابعة للمقاطعة (رياض الأطفال، خزانات، ملاعب، معهد الموسيقى...).

وعملت المقاطعة على ضمان استمرارية المرفق العام ومواصلة تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، مع الحرص على استمرار مكتب حفظ الصحة في تقديم خدماته.

وبادرت المقاطعة بالإشراف على تحسيس المواطنين بشتى الطرق قصد الاستمرار في احترام الحجر الصحي وكل التدابير الاحترازية المعلن عنها (التواصل عبر الصفحة الرسمية للمقاطعة، إجراء لقاءات صحفية، القيام بجولات ميدانية...). هذا علاوة على ما قامت به فرق الشرطة الإدارية من عمليات للتحسيس بكيفية تعامل التجار والزبناء مع إجراءات الوقاية بمختلف الأسواق والمحلات التجارية.

وفي التفاتة انسانية مسؤولة أعطت المقاطعة ابتداء من 20 مارس الانطلاقة لعملية توزيع الأدوية على مرضى داء السكري المسجلين بسجلات مكتب حفظ الصحة بمقرات سكناهم.

ونظرا لتوقف احتساب الآجال القانونية المنصوص عليها للتصريح بوقائع الحالة المدنية، أوقفت المقاطعة الخدمات المتعلقة بالتصريح بالولادات والوفيات إلى غاية رفع حالة الطوارئ الصحية، وذلك حفاظا على سلامة المواطنين والعاملين بالمرافق العمومية.

ورغبة منه في تكثيف الانخراط الفعلي عقد مكتب مجلس المقاطعة اجتماعا بتاريخ 30 مارس مع شركة "أفيردا" المكلفة بقطاع جمع النفايات وممثل شركة "الدار البيضاء البيئة" للوقوف على التدابير المتخذة لمواكبة المجهودات المبذولة للتصدي لتداعيات كرونا. إذ كان الاجتماع فرصة للاطلاع على أهم التدخلات الميدانية الخاصة بالتعقيم والآليات والموارد البشرية.        

ومن أجل التخفيف من الآثار النفسية والضغوطات الناتجة عن الحجر الصحي، أشرفت المقاطعة على مسابقة عن بعد في الرسم لفائدة الأطفال الذين يتجاوز سنهم 12سنة تحت شعار "من بيوتنا نصنع المستحيل". وقد لقيت هذه المبادرة إقبالا واسعا وسمحت للأطفال بالتعبير عن طاقاتهم الإبداعية.

وبتنسيق مع الهلال الأحمر المغربي ومركز تحاقن الدم نظمت المقاطعة حملة للتبرع بالدم تحت شعار "قطرة دم تنقد حياة" وذلك خلال أيام 13/14/15/16 أبريل بخزانة الحي الحسني.   

وكان لمكتب مقاطعة الحي الحسني في اجتماع يوم 7 أبريل مناسبة لتقييم الإجراءات المتخذة والتأكيد على مجموعة من القرارات الحاسمة ذات الطبيعة المالية ومن ضمنها المساهمة المالية في صندوق كورونا من طرف الرئيس ونوابه ونائب كاتب المجلس ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم بشهر من تعويضاتهم. 

ومن ضمن القرارات المالية أيضا تخصيص المقاطعة لمبلغ 2 مليون درهم كإجراء استعجالي من أجل التصدي لجائحة كرونا.

حيث وجه مبلغ 500 ألف درهم لشراء المواد المطهرة ومعدات ووسائل للوقاية الصحية، وعتاد صغير لدعم المكاتب البلدية وتغطية إضافة إلى مصاريف نقل الأموات والدفن خصوصا بالنسبة لأولئك المنحدرين من أسر معوزة.

وخصص مبلغ 500 ألف درهم لشراء أدوية السكري لفائدة المرضى المسجلين بمكاتب حفظ الصحة التابعة للمقاطعة.

علاوة على ذلك خصص غلاف مالي يصل إلى 000 000 1 درهم لدعم المنظومة الصحية على المستوى المحلي عبر المساهمة في إعادة تهييئ المستشفى الإقليمي الحسني لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كرونا.

 وقامت المقاطعة بتنسيق مع شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء بيئة" بــ 55 عملية تعقيم للمرافق العمومية وشبه العمومية، شملت كافة الملحقات الإدارية التابعة لها والمراكز الاجتماعية والصحية ومقرات الأمن والوقاية المدنية والأسواق الجماعية وسيارات المصلحة وسيارات الإسعاف ونقل الأموات وسيارات الأجرة.

وبتنسيق مع شركة " أفيردا" المكلفة بتدبير قطاع النظافة، شرعت المقاطعة منذ ظهور وباء كورونا في عمليات تعقيم الأحياء والتجمعات السكنية وتنظيفها بالمواد المطهرة، وقد شمل برنامج تدخلات التعقيم 61 حيا وتجمعا سكانيا.

وإن حملات التطهير والتعقيم المستمرة دونما توقف تعد من العمليات الضخمة بمدينة   الدار البيضاء وتؤكد الانخراط الواسع لمقاطعة الحي الحسني في مسلسل مواجهة حرب كرونا الضارية.