أيها البيضاويون أرقام "كوفيد 19" تدعو للقلق.. احموا أنفسكم واحموا الآخرين!

10 سبتمبر 2020

أيها البيضاويون والبيضاويات، لنحمي أنفسنا لحماية أحبائنا!

ليس هناك من وصف للأرقام المتعلقة بعدد الإصابات المسجلة بمدينة الدار البيضاء بفيروس كرورونا المستجد "كوفيد 19"، وعدد الوفيات جراء هذه الجائحة أقل من مقلقة بشكل متزايد.

وبلغة الأرقام، فقد تم تسجيل 773 حالة إصابة مؤكدة يوم الأحد 6 شتنبر، و11 حالة وفاة، في مدينة الدار البيضاء وحدها، وفي اليوم الموالي عن تسجيل 560 حالة إصابة مؤكدة و13 حالة وفاة، ويوم الثلاثاء 8 شتنبر تم تسجيل 628 حالة إصابة جديدة، ووفاة 8 أشخاص.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان للبيضاويين موعد، يوم الأربعاء 9 شتنبر، مع رقم قياسي مقلق في عدد الإصابات المسجلة بالمدينة، حيث تم تسجيل 959 إصابة مؤكدة و6 وفيات.

رقم آخر لا بد للبيضاويين أن يعوه جيدا، وهو أن نسبة الحالات الإيجابية من مجموع عدد التحليلات المخبرية الخاصة بـ"كوفيد 19" بالمدينة خلال الأيام الماضية، تراوحت بين 15 و 20 بالمائة.

ومساء الأحد 6 شتنبر قررت الحكومة إجراءات صارمة للحد من تفشي الوباء بالدار البيضاء، فأعلنت عن إغلاق جميع منافذ عمالة الدار البيضاء، وإخضاع التنقل من وإليها لرخصة استثنائية للتنقل مسلمة من طرف السلطات المحلية وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية، واعتماد صيغة التعليم عن بعد، ابتداء من اليوم نفسه.

كما قررت إغلاق أسواق القرب على الساعة الثالثة زوالا، وإغلاق المقاهي والمحلات التجارية على الساعة الثامنة مساء، والمطاعم على الساعة التاسعة ليلا، وإقرار حظر التنقل الليلي بجميع أرجاء تراب العمالة، من الساعة العاشرة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا، مع السماح بالتنقل للأطر الصحية والأمنية، والعاملين بالقطاعات الحيوية والحساسة، وقطاع نقل السلع والبضائع، شريطة توفرهم على ما يثبت عملهم الليلي.

وهكذا تستحضر الظرفية مضمون الخطاب الملكي في 20 شتنبر بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، الذي حذر فيه من أن اللجنة العلمية المختصة بوباء كوفيد 19، قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده، في حالة استمرت أعداد الإصابات في الارتفاع كما دعا جلالة الملك كل القوى الوطنية، للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية والتحسيس وتأطير المجتمع، للتصدي لهذا الوباء.

ولا يمكن لأحد اليوم، بالنظر إلى هذه الأرقام، أن يجادل في تفاقم انتشار العدوى، وتسارعه على مستوى تراب مدينة الدار البيضاء.

وقد دفع هذا الوضع المقلق إلى عقد "اجتماع أزمة" بمقر ولاية الدار البيضاء، يوم الثلاثاء 8 شتنبر، حضره وزير الصحة، خالد أيت الطالب، تم خلاله اتخاذ مجموعة من القرارات من أهمها:

  • خلق "خلية أزمة" رقمية لتبادل المعلومات بسرعة واتخاذ القرارات بسرعة مماثلة،
  • تعبئة جميع الموارد البشرية المطلوبة، خاصة أطباء الإنعاش والعناية المركزة،
  • زيادة وشيكة في عدد أسرة المستشفيات والعناية المركزة والإنعاش،
  • تعزيز قدرة الاختبارات والتوسع في المؤسسات المصرح لها بإجرائها : معهد باستور، المركز الاستشفائي الجامعي، المختبرات الخاصة.

ومن المهم التذكير أن الطاقة الاستيعابية لعدد الأسرة المرصودة لمرضى "كوفيد 19" بمدينة الدار البيضاء تصل إلى 3000 سرير، بينها 1750 سرير يرقد بها حاليا المرضى في وضعية صعبة. ووفقا للدكتورة نادية الرميلي، المديرة الجهوية للصحة بجهة الدار البيضاء سطات، فإن حوالي 5 بالمائة من عدد الأشخاص الذين تم الإعلان عن إصابتهم بالفيروس يتم إدخالهم إلى وحدات العناية المركزة، مما يعني أنه إذا بقيت الأرقام على نفس المستوى، فإن القرارات الصعبة يجب أن تؤخذ لتجنب عجز قدرة المستشفيات.

وهكذا فإن العاصمة الاقتصادية للمملكة تضم 42 بالمائة من الحالات الإيجابية المعلن عنها يوميا، و40 بالمائة من الحالات الخطيرة، و 38 بالمائة من عدد الوفيات. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء 17 بالمائة من الاختبارات على الصعيد الوطني في الدار البيضاء، لكن رغم من ذلك، تم اختبار 5 بالمائة فقط من البيضاويين.

لذلك من الضروري أن يحترم كل فرد، بشكل صارم، البروتوكولات الصحية والإجراءات الوقائية والتذكير بها فهي تصرفات بسيطة ويمكن أن تنقذ الأرواح:

  • ارتداء الكمامة، وتغطية الأنف والفم بعناية، ووضعها في كيس بلاستيكي بعد الاستعمال
  • تجنب المصافحة والمعانقة،
  • التطهير المنتظم والشامل، (مواد التعقيم موجودة في كل مكان تقريبا بالمدينة)،
  • غسل اليدين بالصابون على أفضل وجه ممكن،
  • المحافظة على مسافة أمان لا تقل عن متر واحد بين شخصين،
  • تجنب أماكن التجمعات البشرية،

وأخيرا: تجنب الخروج والاختلاط إلا في حالات الضرورة القصوى.

 

أيها البيضاويون والبيضاويات، لنحمي أنفسنا لحماية أحبائنا!