شكلت حماية مدينة الدار البيضاء من فيضانات وادي بوسكورة وتصريف مياه الأمطار أحد التحديات الكبرى التي ظلت تهدد العاصمة الاقتصادية للمملكة كما تؤرق المسؤولين على تدبير شؤون المدينة لعقود من الزمن.

وقد تم التصدي لهذه المعضلة من خلال إنجاز العديد من المشاريع، وذلك بفضل تظافر جهود العديد من المتدخلين خدمة للعاصمة الاقتصادية للمملكة وحماية للبيضاويين.

فمن ضمن المشاريع الكبرى التي رأت النور بمدينة الدار البيضاء بناء قناة لحماية المدينة من فيضانات وادي بوسكورة، وهي قناة ممتدة على طول 9.5 كلم وبطاقة استيعابية تبلغ 140 متر مكعب في الثانية.

وقد شرع في تصريف مياه الفيضانات منذ يونيو 2018، وبلغت كلفة هذا المشروع مبالغ مالية هامة وصلت إلى 855 مليون درهم، وهو مشروع بحكم ضخامته وأهميته، فقد ساهم فيه، إلى جانب جماعة الدار البيضاء، عدد كبير ومهم من المتدخلين والشركاء، وهم مجلس جهة الدار البيضاء سطات، والمكتب الشريف للفوسفاط، ووكالة التعمير والتنمية أنفا، ووكالة الحوض المائي، والمديرية العامة للجماعات المحلية، وميزانية الدولة وصندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية، والمديرية العامة للجماعات المحلية، ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة قطاع البيئة.

إضافة إلى هذا المشروع الهام، عملت جماعة الدار البيضاء على معالجة مشكل الفيضانات على مستوى الطريق السيار بمنطقة سيدي البرنوصي، حيث تولت إنجازه-لفائدة جماعة الدار البيضاء- شركة ليدك بمبلغ 31 مليون درهم، من خلال إنجاز وتثبيت قنوات وسرداب لتخزين المياه الشتوية للمنطقة الشرقية لسيدي مومن وحماية الطريق السريع الحضري من الفيضانات على مستوى مدخل البرنوصي، وقد أصبح هذا المشكل جزءً من الماضي بعد أن ظل يعاني منه المواطنون الذين يلجون إلى الدار البيضاء عبر هذا المدخل لسنوات عديدة، حيث كان تغطى مساحة مهمة من الطريق السيار عند هذه النقطة بسرعة وبمجرد بدء التساقطات المطرية ولو كانت قليلة.

وبكلفة مالية سنوية تقدر بـ 1071,2 مليون درهم، تقوم جماعة الدار البيضاء بتنفيذ مشروع المخطط الجهوي للنفايات المنزلية والمماثلة، من خلال إشراف منتدب من  شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للبيئة"، وبشراكة مع وزارة الداخلية، ووفق جيل جديد من عقود التدبير المفوض لقطاع النظافة، تم إعدادها وفق منهج تشاركي واسع غير مسبوق، وذلك بعد أن  تم إنهاء العقود مع الشركات المفوض لها سابقا، بعد أن كانت العاصمة الاقتصادية تعاني من تراكم النفايات، وتردي الخدمات في هذا المجال الحيوي والحساس، رغم الفاتورة التي كانت مرتفعة.

إضافة إلى ما سبق، ورغم العديد من الإكراهات المعقدة التي يمتزج فيها القانوني بالإدار وبالمالي وغيره، تعمل جماعة الدار البيضاء منذ 2016، على تأهيل مطرح مديونة وتهيئة المطرح الجديد، بكلفة مالية بلغت 50 مليون درهم، بشراكة مع الجماعة والمديرية العامة للجماعات المحلية، وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة. وبلغت نسبة إنجاز المشروع إلى غاية 17 مايو 2019 حوالي 65 بالمائة.

كما تعمل جماعة الدار البيضاء على إنجاز عدة مشاريع تتعلق بمعالجة المياه العادمة واستغلال مياه الأمطار لسقي المساحات الخضراء، بشراكة بين الجماعة ووزارة الداخلية، ومجلس الجهة، وقد تولت شركة ليديك إنجاز هذا المشروع، بكلفة مالية إجمالية بلغت 50 مليون درهم.