الدار البيضاء: انعقاد الملتقى السابع للتراث

05 يوليو 2022

ترأست السيدة نبيلة ارميلي رئيسة جماعة الدار البيضاء، الثلاثاء 5 يوليو 2022، بأكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، الملتقى السابع للتراث، الذي يشكل فرصة لتسليط الضوء على تحديات ترميم الواجهات القديمة في المدينة.

ويندرج هذا الاجتماع، الذي نظم من طرف شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتراث، في إطار الاهتمام الذي تبديه جماعة الدار البيضاء لتثمين التراث المعماري والثقافي للمدينة والحفاظ على مقوماتها التراثية والتاريخية.

في هذا الإطار كشفت شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتراث خلال هذا الملتقى عن فقرات البرنامج الطموح الذي تسعى إلى إطلاقه تماشيا مع رؤية السلطات المحلية والمنتخبة لمدينة الدار البيضاء.

من مظاهر هذه الرؤية العمل على ترميم وتجديد الواجهات القديمة، وإنشاء مدارات سياحية كفيلة بإبراز المقومات التراثية لهذه المدينة المتميزة بتعداد ساكنتها وتنوع عمرانها فضلا عن مساهمتها البارزة والفعالة في منظومة النسيج السوسيو – اقتصادي للمملكة.

وفي كلمة ألقتها بهذه المناسبة، أشارت السيدة ارميلي إلى أن التراث المعماري لا يقدر بثمن. إنه ضروري في ثقافتنا ويحتاج إلى الحفاظ عليه كجزء لا يتجزأ من تاريخنا وتقاليدنا الراسخة.

وأشارت إلى أن الدار البيضاء مدينة تتميز بجاذبيتها وبتراثها الثقافي والتاريخي المشبع بالحداثة، وتتميز بهندستها المعمارية المتميزة وتنوعها وديناميكيتها التي لا تضاهى.

ويوجد بهذه المدينة، التي تحتضن واحدة من أعرق تراث فن الآرت ديكو في العالم، العديد من المباني التراثية والتاريخية إلى جانب التراث الثقافي السائد في هذه المدينة العتيقة والذي يعد مفخرة لجميع المغاربة.

وأكدت إلى أن هذا التراث مدعو إلى الحفاظ عليه وتعزيزه وتثمينه لتجنب تدهوره، وهي مهمة كبيرة تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين المعنيين بالشأن الثقافي.

في إطار الاهتمام الذي توليه السلطة المحلية والمنتخبة لمدينة الدار البيضاء بالتراث المعماري والثقافي، يتم إطلاق برنامج طموح لتطوير وسط المدينة من قبل شركة الدار البيضاء للتراث، والذي يتضمن تجديد الواجهات القديمة، وإنشاء مدارات سياحية لإبراز وتعزيز الإمكانات التراثية لمدينة الدار البيضاء.

وفي هذا السياق رحبت بالدراسة التي أجريت حول تجديد وإعادة تأهيل الواجهات المعمارية التراثية في الدار البيضاء.

في السياق ذاته صرحت السيدة نبيلة الرميلي أن جماعة سيدي بليوط ستكون أوفر حظا في الاستفادة من هذا البرنامج لكونها تزخر بكثافة مهمة من هذا النوع من البنايات المعمارية التراثية العريقة.

وأضافت أنه رصد لهذه الغاية ما قيمته 120 مليون درهم، وذلك حتى تعيد مدينة الدار البيضاء أمجادها التراثية في حلة جديدة اقتداء بالخبرات والتجارب التي راكمها الأخصائيين في المجال.

وواصلت أن المدار السياحي، الذي سيتم إحداثه ضمن هذه الأشغال يراد من ورائه رصد تاريخ مختلف البنايات المعمارية وعراقتها وكذا إضفاء المزيد من الرونق والجمالية لتأكيد جاذبية العاصمة الاقتصادية والرقي بمكوناتها، وذلك وفقا لانشغالات المجلس الذي يراهن على جعل منها مدينة بيئية بامتياز، حيث تنتشر المساحات الخضراء المسقية بالمياه المعادة الاستعمال.

من جهته، أكد المدير العام لشركة الدار البيضاء للتراث، السيد أحمد توفيق الناصري، أن هذا الاجتماع له أهمية خاصة كونه يعقد قبل تنفيذ مشروع كبير يهدف إلى إعادة تأهيل وتعزيز مركز المدينة بعدة طرق ومبانٍ تاريخية يعود تاريخها إلى أوائل العشرينيات من القرن الماضي.

وقال إن هذه العملية ستشمل في البداية مساحة تقدر بمائة هكتار والتي تحتوي على 801 بناية ذات قيمة تاريخية، أي ما يعادل ربع البنايات التاريخية التي يحتويها مركز المدينة.

وسيتم تعبئة كافة الجهات المعنية في ظرف ثلاث سنوات لنفض الغبار عن ثنايا جماليتها ورونقها، وذلك تتويجا لما ستسفر عنه نتائج الدراسات التقنية المقترحة لهذا الغرض والتي سيتم إنجازها خلال شهر غشت القادم.

وذكر أن هناك العديد من الشركاء ممن أبدوا استعدادهم للانخراط في إخراج هذا المشروع التراثي الإشعاعي إلى حيز الوجود من مختلف المصالح المركزية والجهوية ذات الصلة بالقطاعات المعنية، إلى جانب مساهمة جمعيات المجتمع المدني، وذلك إسهاما في استكمال ملامح العاصمة الاقتصادية حتى تزهو بأحلى حللها وتبدو في أبهى صورها.

ويتضمن برنامج هذا المنتدى سلسلة أوراش عمل تنصب في مراميها على سبل اكتساب الممارسات الفضلى التي يمكن اعتمادها في تقنيات التشخيص والترميم وتجديد الواجهات، وذلك رغبة في الوصول إلى تفكير عملي تتبعه إجراءات ملموسة لإعادة تأهيل تراث حاضرة الدار البيضاء التي تحظى بأكبر نسيج معماري تراثي لفن الآرت ديكو في العالم.