سوق الجملة في الدار البيضاء.. تنظيم محكم وإجراءات مشددة لمواجهة كورونا

12 مايو 2020

يعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء واحدا من أكثر المرافق العمومية أهمية بالمدينة، وظهرت جليا حيوية هذا المرفق في ظل السياق الاستثنائي الذي نعيشه مع جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث يؤمن هذا المرفق الاقتصادي لجماعة الدار البيضاء جزءا كبيرا من حاجيات سكان الدار البيضاء ومدن أخرى من الخضروات والفواكه الضرورية للمعيش اليومي.

وقد كان رد فعل المسؤولين عن السوق سريعا للوقاية من هذه الجائحة بفضل التنظيم المحكم الذي يعمل السوق على نهجه.

ويعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه، المشيد على مساحة تبلغ حوالي 30 هكتارا، مرفقا مفتوحا ليس فقط في وجه البيضاويين، بل يرتاده أيضا تجار الجملة وشبه الجملة من المدن والمناطق القريبة من العاصمة الاقتصادية للمملكة، وهذا ما يفسر حصول ضغط على الأسعار، خلال بداية الجائحة، بسبب الزيادة الواضحة وغير المتوقعة في الطلب، لكن سرعان ما تم استيعاب هذه الوضعية بزيادة العرض.

كما أنه ومنذ تسجيل أولى الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بالمغرب، بادر المسؤولون عن سوق الجملة بالدار البيضاء إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمواجهة الجائحة، وفي هذا السياق تم الشروع في علميات واسعة ومستمرة لتعقيم السوق، الذي يغطي 300 ألف متر مربع. وبحسب عبد الكريم الهوايشري، نائب رئيس جماعة الدار البيضاء، فإنه "من العمليات التي بدأت فيها الجماعة مبكرا، عملية تعقيم سوق الجملة بشكل دوري، والتي تتم بمختلف أجنحته ومرافقه".

ومن الإجراءات التي اتخذها السوق في هذا الإطار الحملات التحسيسية التي تقوم بها الشرطة الإدارية الجماعية رفقة الأعوان الجماعيين للسوق تجاه المرتفقين من تجار جملة وممونين ومستخدمين وتهم كل مرافق السوق، حيث "تقوم بدور جبار مستمر في التوعية والتحسيس بمخاطر هذه الجائحة واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة".

وفي هذا الإطار شدد نائب رئيس الجماعة على أنه لا يسمح بدخول السوق إلا لمن يرتدي الكمامة، إضافة إلى الحرص على ترك مسافة الأمان.

ويعود هذا التنظيم الجيد الذي يتميز به السوق إلى الإصلاحات الكبرى التي شهدها ابتداء من أواخر سنة 2015، والتي همت البينات التحتية والخدماتية، وهي الوضعية التي أتاحت مرونة في التعامل مع المستجد وفق الشروط الصحية والتنظيمية المطلوبة. ومن بين الإجراءات التكييفية التي اعتمدها السوق كذلك لمواجهة الجائحة هو تغيير مواعيد عملية البيع لتبدأ على الساعة الرابعة صباحا وتنتهي حوالي الساعة 11 عشر صباحا، مما يترك الوقت للتعقيم والتنظيف.

ويعزى الفضل في هذه التعبئة إلى روح التعاون بين جميع الأطراف سواء التجار أو المنتجين وأرباب الشاحنات والنقالة بجمعياتهم المختلفة، ما يجعل هذا المرفق يؤمن حاجيات المواطنين من الخضر والفواكه في ظروف طبيعية.

يذكر أن سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، وبعد تراجع في المداخيل بين سنة 2010 وسنة 2014، لم يتجاوز فيها سقف 115 مليون درهم، استعاد حيويته منذ أواخر 2015 حيث سجل حوالي 128 مليون درهم، إلى أن بلغ سنة 2019 رقم 161 مليون درهم، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ هذا السوق منذ إنشائه عام 1985. وذلك بفضل الإصلاحات التي تمت بالسوق، والتي همت تحديث نظام تسييره وتدبيره، والإصلاحات الإدارية ومراجعة وتسوية وضعية بعض المحلات التجارية التي كانت عالقة.

وللتذكير، فقد سبق لمجلس جماعة الدار البيضاء أن صادق على برنامج تأهيل البنيات التحية للسوق تبلغ قيمته 30 مليون درهم، والذي انطلق في إنجاز مشاريعه من قبل "الدار البيضاء للخدمات"، شركة التنمية المحلية المشرفة على تدبير السوق، منذ سنة 2016 وتم الانتهاء منها كاملة نهاية سنة 2019.