إجراءات صارمة واحتياطات قصوى بترامواي الدار البيضاء لمكافحة فيروس كورونا

12 مايو 2020

يشكل تأمين النقل أحد التحديات الرئيسية للسياسات العمومية لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، يتعلق الأمر بمئات الآلاف من المسافرين يوميا، بل الملايين، إنه التحدي الصعب في ظل هذه الجائحة، خصوصا في مدينة من حجم الدار البيضاء، بسكانها الذين يناهز عددهم 4 ملايين نسمة.

بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، كثفت الجهات المسؤولة عن الترامواي تدابير الحماية والوقاية ضد كورونا.

وهكذا، ومنذ بداية هذه الجائحة، اتخذت شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للنقل" المخول لها تنظيم النقل بالدار البيضاء وRATP Dev Casablanca التي تدبر النقل عبر الترامواي بالدار البيضاء، مجموعة من الإجراءات لحماية وتحسيس الركاب والمستخدمين.

واستهلت هذه الإجراءات بتخفيف كثافة قطارات الترامواي، وصولا إلى التقيد باحترام التباعد الجسدي بين الركاب، لذلك لا يسمح بالركوب على متن الترامواي في هذه الظروف إلا للجالسين على المقاعد، ولا يسمح السفر وقوفا.

ويحرص مسيرو الترام بالدار البيضاء بشدة على التطهير والتعقيم المنتظم للعربات والمرافق، حيث يتم تعقيم القطارات كل 80 دقيقة، كما يتم التعقيم في كل مرة تصل فيها القطارات إلى إحدى المحطات الأربع للخطين، محطة سيدي مومن وليساسفة بالنسبة للخط الأول، وسيدي البرنوصي وعين الدياب بالنسبة للخط الثاني، وذلك بمعدات مناسبة، وبفضل تعبئة مستخدمين مجهزين بعناية ومكرسين بالكامل لهذه المهام.

أما المحطات، فيتم تنظيفها وتعقيمها كل ساعة، بواسطة فريق من 16 شخصا مع اهتمام خاص بأجهزة سحب التذاكر والأبواب.

ما يتم تطهير الوكالات التجارية بشكل منتظم، مع توزيع محلول التعقيم على المستخدمين والزبناء.

كل هذه الإجراءات تتم من طرف كوكبة من 700 متدخل يسهرون على ضمان استمرارية العمل الأمثل لشبكة الترامواي بالدار البيضاء، بشكل يومي، في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرف المدينة والبلاد.

وتعمل شركة الدار البيضاء للنقل وRATP Dev Casablanca على مضاعفة الجهود المتعلقة بالنداءات والتوجيهات للامتثال للقواعد الصحية من أجل مكافحة هذا الفيروس، واتخاذ الإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره، وتشمل هذه الإجراءات مراقبة وتتبع عدد الركاب في قطارات الترامواي، بحيث تتم دراسة أرقام الإقبال اليومي على الترام، مع إمكانية تعديل الترددات إذا لزم الأمر.

وفيما يتعلق بالتوعية والتحسيس، يتم تنفيذ الإجراءات، على مستويين، الأول يهم المرتفقين، حيث يتم بث رسائل بأكشاك معلومات الركاب في المحطات، مع التذكير بتعليمات الأمان، كما تتم هذه العملية على صحفة Casa Tramway على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". أما بالنسبة للمستوى الثاني والمتعلق بالمستخدمين والعاملين بالترامواي، فإنه يتم تدريبهم وإخبارهم بشكل مستمر وشامل، ويشمل جميع الخدمات والمهن، من وكلاء المحطات، والسائقون، والمراقبون، ومديرو المنطقة، ووكلاء المبيعات في نقاط البيع.

كما يتم التحقق من صحة المستخدمين بشكل منهجي ومنتظم عن طريق المراقبة المستمرة ومن خلال فرق مخصصة حصريا للامتثال للتعليمات وجودة التنظيف.

ومع كل هذه الإجراءات المهمة، فإنه لا يمكن أن تكلل بالنجاح بدون دعم ساكنة الدار البيضاء ومرتفقي هذا المرفق الحيوي للمدينة، الذين من المطلوب منهم احترام تعليمات السلامة بشكل دائم ومستمر، واستعمال الترامواي فقط في حالات الضرورة القصوى، مع ضرورة اتباع توجيهات المكلفين في المحطات.