حديقة الجامعة العربية ...منتزه حضري حديث يعزز البنيات التحتية بالدار البيضاء

13 نوفمبر 2020

تستعد الدار البيضاء لفتح حديقة الجامعة العربية في وجه البيضاويين، بعد الانتهاء من تهيئتها وإعادة تأهيلها.  وهكذا سيجد البيضاويون متنفسا آخر أكثر جمالا، وبمرافق جديدة، وفضاءات تستجيب للمعايير الحديثة للحدائق، وبذلك ستستعيد شرائح واسعة من المواطنات والمواطنين ذكرياتهم مع هذه الحديقة التاريخية في قلب الدار البيضاء، ذلك أنها شكلت لعقود وجهة اعتيادية يومية للبيضاويين، وبذلك سكنت ذاكرة البيضاويين وزوار المدينة من المغرب وخارجه.

فعلى مساحة تصل إلى 30 هكتارا، تقع حديقة الجامعة العربية، إحدى أهم معالم مدينة الدار البيضاء، باعتبارها المنتزه التاريخي للمدينة منذ بداية القرن الماضي.

واعتبارا لهذه المكانة الرمزية التي تحظى بها حديقة الجامعة العربية كأشهر حدائق المدينة ومنتزهاتها، وأكبر منتزه حضري بإفريقيا، منذ بداية القرن الماضي، فقد تم إيلاؤها اهتماما خاصا كأحد المشاريع الكبرى التي تم العمل على تهيئتها وإعادة تأهيلها في إطار تحسين جودة إطار عيش سكان العاصمة الاقتصادية للمملكة، سيما أنه قد تم إنجاز مشاريع أخرى من شأنها أن تجعل هذا المنتزه أكثر ولوجا، إذ أن خطوط الطرامواي القادمة من مختلف أنحاء العاصمة الاقتصادية تحط قريبا منه، إضافة إلى المرآبين اللذين تمت إقامتهما بالقرب من هذا الفضاء الجذاب (الأول أمام الولاية والثاني عند تقاطع شارع الراشيدي مع شارع الحسن الثاني)، فضلا عن تهيئة ساحة نيفادا (سطح مرآب الراشيدي) لتحتضن أنشطة رياضية وغيرها مما يزيد من العرض الترفيهي الذي تقدمه السلطات للساكنة البيضاوية، كما شملت عملية تهيئة وإعادة تأهيل الحديقة التي أشرفت عليها شركة الدار البيضاء للتهيئة، إحداث فضاءات الألعاب والمقاهي والأكشاك وتهيئة الممرات وغرس أشجار النخيل والنافورات المصنوعة من الزليج وفق الطراز الأندلسي، مراعاة للمناظر المميزة لبداية القرن الماضي، وكذا المعايير الحديثة الصديقة للبيئة، كما تمت استعادة جميع فضاءات الحديقة، وإعادة توحيد جزئيها وانفتاحها الكامل على المدينة، علاوة على إحداث مسار رياضي، وفضاءات للألعاب، وإعادة تأهيل المساحات الخضراء للحديقة، كما تم تفعيل أنشطة تهدف إلى التوعية والتربية البيئية، خصوصا لفائدة الأطفال والشباب، من خلال مسار بيداغوجي وحدائق مؤقتة لتلقين مبادئ البستنة ومعرفة النباتات.

ويحرص القائمون على الحديقة على استخدام التكنولوجيا الحديثة لعقلنة استعمال الموارد الطبيعية، كالماء والطاقة وغيرهما.

وقد تم إنجاز هذا المشروع الهام من الناحية الإيكولوجية في إطار برنامج تنمية الدار البيضاء الكبرى، بتكلفة إجمالية تقارب 100 مليون درهم، بشراكة بين مجلس جماعة الدار البيضاء، ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، والمديرية العامة للجماعات المحلية.

ومن أجل المحافظة على هذا التجهيز العمومي الجماعي، فقد انتدب مجلس جماعة الدار البيضاء شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء بيئة" لتدبير وتتبع وصيانة الحديقة.